إلى أين يذهب الواقع المعزز بعالم الرياضة؟

الابتكار يعني تحويل الخيال واقعا، هذا ما أثبتته التكنولوجيا حينما أصبح بمقدورنا مشاركة حيز الخيال الخاص بنا مع الآخرين.

أهلاً بك في عالم الواقع المعزز الذي يوسع محيطك لأكثر مما ترى وتبصر، والذي سيساعدك على الفهم والتوقع لأكثر مما كنت تتخيل، اليوم ليست كل الملاعب على أرض الواقع ولا كل المدربين على اليمين منك لمراقبة تدريباتك، أما خصمك فلا يشاركك الأرض التي تقف عليها نفسها، اليوم أنتَ ترى في محيطك ما ليس موجود حقيقةً بل ما تضيفه تقنيات الواقع المعزز لبيئتك، فما هي استخدامات الواقع المعزز وهل تنقل التقنيات التكنولوجية عالم الرياضة إلى مستوى أعلى من كل التوقعات؟

هل يفيد الواقع المعزز عالم الرياضة؟

يقدم الواقع المعزز العديد معلومات إضافية إلى واقع اللاعبين، و يقدم مزايا تكميلية مقارنة بالتقنيات الأخرى، ومع تطور هذه التقنية أصبحت تستخدم مناهج مختلفة للواقع المعزز للتعلم وتقديم الملاحظات، وتمكّن تقنيات AR من إدخال قواعد جديدة لتقليص الفجوة بين اللاعبين بمستويات خبرة مختلفة، بالإضافة للقدرة على تحسين تجربة الجمهور، أما على صعيد العلوم الرياضية فإن اختصاصيو التوعية البدنية يستخدمون التكنولوجيا لإضافة المزيد من القيمة إلى تعليمهم، ولتحسين قدرات الرياضيين لأن تقنيات الواقع المعزز تلعب أدوارًا متزايدة في محاكاة ديناميكيات الرياضة في بيئات الألعاب كما توفر البيئات الافتراضية فرصًا لممارسة الرياضة في الأماكن وتسمح بنقل السلوكيات إلى مواقف حقيقية.

كيف يقدم الواقع المعزز المعلومات؟ 

يجمع الواقع المعزز في تقديمه للمعلومات بين العناصر الافتراضية والبيئة المحيطة، وباستخدام تقنيات الواقع المعزز AR يمكن تنفيذ سيناريوهات التدريب على المهارات والرياضات الطبيعية، في نفس الوقت يمكن أن يقلل التعزيز التكنولوجي  من التركيز على القدرات البشرية الطبيعية و يؤكد على المهارات والقدرات اللازمة للتوافق مع التكنولوجيا، مع الأخذ في عين الاعتبار القدرة التنافسية للاعبين والنشاط البدني والترفيه، من خلال تجربة أجريت على لعبة الجولف، أظهر الباحثون نقلًا إيجابيًا للمهارات من الألعاب الرقمية إلى الرياضة الحقيقية، وذكر أيضًا أن شاشات AR تزيد من جودة الأداء وتقلل من حمل الإدراك المعرفي أي أن المعرفة التي حصل عليها اللاعب – تتنقل من حالتها الإدراكية للحالة التطبيقية- أما الجانب الثاني المهم في تقنيات الواقع المعزز فهو تقديم معلومات إضافية من شأنها تحسين المهارات الرياضية من خلال توفير معلومات إضافية لمساعدة المستخدمين على تحديد سلوكياتهم وتنظيمها، وفي هذه الحالة يتم إسقاط المعلومات الاصطناعية على الوضع الحقيقي لتعزيز فهم المستخدم ومعرفته و ثبت أن تقديم معلومات إضافية خاصة للاعبين المبتدئين قد تحسن من تجربتهم ، ومتعتهم ، وانغماسهم في الرياضة التي يمارسونها.

ما هو تأثير الواقع المعزز على عملية التدريب؟

إن تقنيات وتطبيقات الواقع المعزز تساعد بشكل كبير في عملية تدريب وتعليم اللاعبين وذلك لأنها تقنية لا تفصلك عن العالم الحقيقي بل تجعل عالمك المحيط تفاعليًا وقابلاً للتلاعب رقميًا فتوسع خيالك وتزيد من توقعاتك وهذا هو الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، إن تقنيات AR تساعدك على زيادة فهم المحتوى لأنه يشمل فيه العديد من الوسائط كالصوت أو الفيديو أو الرسومات أو البيانات، الأمر الذي يساعد على الاحتفاظ بالمهارات والمعلومات بالذاكرة على المدى الطويل وبالتالي تحسين أداء المهام المادية ، وتحسين التعاون بين اللاعب والمدرب وبين اللاعبين أنفسهم، وإذا أردنا التخصيص أكثر في السياقات الرياضية، فيمكن أن يؤدي تعلم الإشارات المرئية إلى إعلام اللاعبين بالديناميكيات الكامنة وراء الحركات الرياضية، و يمكن لأنظمة الواقع المعزز أن تغذي الطرائق الحسية للاعبين بمعلومات معززة لمساعدتهم على فهم بيئتهم الحقيقية.

إلى أي مدى يؤثر الواقع المعزز على أداء اللاعبين؟

بحسب إحصائية أجريت عام (2016) أثبتت أن 43٪ من الرياضيين يعتقدون أن استخدام الواقع المعزز يمكن أن يحسن أدائهم، وإن أدوات الواقع المعزز مثل نظارة الواقع الافتراضي الذكية أو سماعات الرأس الذكية تساعد في هذا التحسين فقد يرتدي الرياضيون سماعة رأس بتقنية الواقع المعزز غير مزعجة ويتلقون ردود فعل فردية من مدربيهم أو

، ما يحقق تكاملًا أسرع للاعبين الجدد أو تقليل الوقت المطلوب للفريق بأكمله لتحسين تمركزهم وتعلم تكتيكات جديدة كما  يمكن أن تساهم الزيادة الرقمية في تحسين الأداء الرياضي.

 هل يغير الواقع المعزز في أصل الرياضة؟

إن إدخال قواعد جديدة وإنشاء أنظمة AR رياضية جديدة قد تساعد المستخدمين في إدخال قواعد جديدة للألعاب، فالواقع المعزز يسمح بإدخال طبقة افتراضية إضافية ، تتم إدارتها وتحديثها فيما يتعلق بالإجراءات في العالم المادي، ونحن لا نعني هنا التغيير في اللعبة نفسها بل التغيير في الطبقة الافتراضية التي تُحدث تغييرات في استراتيجيات اللاعبين، وإن إدخال العلامات الإرشادية في الطبقة الافتراضية تعمل على التعويض عن عدم التوازن بين القدرات والمهارات البدنية الحقيقية للاعبين، فإسقاط العناصر الافتراضية على العوالم المادية تساعد في موازنة اختلافات اللاعبين في القدرات الفنية كتصور سرعة الكرة ومسارها الأمر الذي يساعد لاعبي كرة القدم المبتدئين هذا النظام ويحسن أوقات رد الفعل في التمرير واستلام الكرة للمبتدئين مقارنة بالأكثر مهارة.

كيف يتفاعل الواقع المعزز مع البيئة الحقيقية؟

مكونات الواقع المعزز  تشكل بيئة الرياضات المعززة بطريقة تكون فيها الأحداث الجسدية حقيقية، ولجعل الجزء الافتراضي أكثر منطقية تُستخدم علامات افتراضية على أشكال النقاط والزوايا، وذلك لتقليل الفجوة بين اللاعبين، يسمح AR باللعب بقواعد حقيقية بينما يكون جزء حقيقي من اللعبة مفقودًا، ومثال على ذلك خلق ديناميكيات اللعبة الجديدة التي تحاكي كرة السلة الحقيقية، بما في ذلك المجهود البدني والتفاعل الاجتماعي بين اللاعبين مع عدم وجود كرة مرئية، في هذه التجربة تعلم اللاعبون موقع الكرة من تصرفات اللاعبين الآخرين وردود الفعل السمعية الآنية، وفي هذه الحالة نؤكد على أن قواعد اللعبة الأصلية لم تتغير ولكن نظرًا لأن المعدات الرياضية أو الكرة كانت مفقودة تم التركيز بشكل أكبر على عمليات الإزاحة الجماعية للاعبين أكثر من التركيز على مهارات الرمي الفردية ونعتقد أن هذه الحالة القائمة من الممكن أن تساهم في التفاعلات الاجتماعية وزيادة الشعور بالترابط.

هل يخلق الواقع المعزز رياضات جديدة؟

تأثير الواقع المعزز أكثر من مجرد تغييراتٍ على الموجود بل يمكن استخدام نظام AR كجذر لتصميم أنواع جديدة من ألعاب الواقع الافتراضي على سبيل المثال تم استخدام تقنية الرياضة والواقع المعزز لإنشاء “Hado” وتجربة جديدة تسمى يتم فيها إلقاء كرات نشطة افتراضية بحركات حقيقية لسحق الخصوم بينما يسمح الدرع الافتراضي بمنع هجمات الخصم، علما بأنه يتم تنظيم كأس العالم في Hado منذ عام 2016، مع لاعبين من دول مختلفة بمكافئات تصل إلى مئة وعشرين ألف دولار، ومن الممكن أيضًا استغلال الميزات الأخرى لتقنية AR لإنشاء ألعاب جديدة بالكامل.

ماذا يضيف الواقع المعزز للجماهير؟

يتنافس منظمو الأحداث الحية على طرق جديدة لجذب الزوار من خلال تكامل أجهزة الاستشعار والكاميرات والإشارات الرقمية، تم استبدال الطرق السلبية لاستهلاك المحتوى الرياضي بالتفاعل مع المحتوى ذي الصلة والمشاركة الاجتماعية.

 قد تؤدي إضافة المعلومات عن طريق العناصر الافتراضية إلى تحسين تجربة المشاهدين، قد يؤدي الدمج بين أدوات الواقع المعزز AR والبث الرياضي المباشر أيضًا إلى فهم أفضل للأحداث الرياضية، ولجعل المعلومات أكثر وضوحا نرى في الجزء الأيسر، توجد عناصر افتراضية متراكبة على البث المباشر، مما يسمح بعرض إحصائيات تتعلق بفريقي كرة القدم الأمريكيين. في الجزء الأيمن ، يتم عرض العناصر الافتراضية في إعادة تشغيل المباراة وتوفر معلومات عن مسار الكرة وحالة المباراة (النتيجة والوقت) وتسمح للمشاهدين برؤية المباراة من وجهات النظر المرغوبة.

أحد أنظمة الواقع المعزز التي أثرت في تجربة المشاهدين

 يعد نظام Hawk-Eye هو المثال الأكثر شهرة لنظام AR الذي لم يعد مقصورًا على ميزات الاتصال بالخطوط الإلكترونية وتم توسيعه لاستخدامه في تدريب التنس أو الكريكيت. لذلك ، تسمح تقنية البث المعزز للمشاهدين برؤية المحتوى ذي الصلة والمعلومات المطابقة

إن طريقة  AR هذه لإضافة معلومات إلى المشاهد الرياضية من كاميرا متحركة واحدة مفيدة لتلخيص المباراة وتحليلها وبالتالي تقديم تجربة أفضل للمشاهدين ومعلومات دقيقة تشبع فضولهم أكثر، بالإضافة لمساعدة الحكم والمدربين واللاعبين وإنشاء ملفات تعريف فردية للاعبين، والتنسيق بين زملائهم ، وبالتالي تقييم الأداء البدني والتكتيكي، كما يمكن استخدام هذه الأدوات للتحضير للمسابقات من خلال تحديد أنماط لعب الخصوم في المستقبل.

نهايةً تجد أن فائدة هذه التقنيات لا تترك جزء في عالم الرياضة إلا وتطاله.

Champions Global
Logo
Compare items
  • Total (0)
Compare
0
Shopping cart