ثورة التعليم الإلكتروني في عالم الرياضة

مع استمرار التطور التكنولوجي تتوالى التغيرات، ومع ظهور تقنيات البث المباشر وتطبيقات الهاتف المحمول والواقع الافتراضي والواقع المعزز تغيرت الكثير من التفاصيل المتعلقة في عالم الرياضة سواءً عملية متابعة الجمهور للحدث أو طريقة التحكيم، والتغيير الأهم هو طريقة التعلم والتدريب الرياضي التي أصبحت متاحة بطريقة إلكترونية -أونلاين- إلى جانب عمليات التعلم والتدريب الواقعية، وقد أصبح التعلم عن بعد مطروحًا  أكثر من التعليم الواقعي لما يملكه من مزايا عديدة أزالت العديد من المعيقات والصعوبات التي طرحها التعليم الواقعي، فهل التعليم الرياضي عبر الإنترنت يغني عن الوجاهي وهل ممكن أن يلغيه بالكامل؟

كيف تطور التعليم الإلكتروني في عالم الرياضة ؟

ازدهر التعليم الإلكتروني منذ تسعينيات القرن الماضي واستمر تطوره بطريقة ملحوظة على نطاق أكبر وقد بدأ يظهر نموذج التعليم عبر الإنترنت كنموذج أساسي للتعليم الجديد، لكن الحقيقة أن التعليم الإلكتروني في القطاع الرياضي لم يكن مطروحًا منذ البداية لخصوصية قطاع الرياضة لكن بحلول جائحة كورونا التي أغلقت كل شيء بما فيها النوادي والملاعب والمرافق الرياضية بدأ انتشار التعليم الرياضي الإلكتروني التي كان يستصعب فكرتها البعض كون الرياضة مرتبطة بالنشاط البدني والمشاركة في أحداث نشطة وفعالة، وحلقات التدريب بحضور مدرب يعمل على تحسين المهارات الرياضية للاعبين من خلال التدريبات والتمارين التفاعلية، لكن هذا لم يمنع مطلقًا الاستفادة الكبيرة من الفوائد الرئيسية للتعليم الإلكتروني الذي قدم قيمة كبيرة للرياضة أيضًا.

كيف نستفيد من التعليم الإلكتروني في الرياضة؟

أصبح التعلم الإلكتروني معيارًا جديدًا يعتمد على استخدام استراتيجيات التدريب
والأدوات الرقمية للمدربين والرياضيين، والذي يحقق الفائدة للمتعلم أو الرياضي لتعزيز التواصل والتعلم والفهم الرياضي، وإن فكرة التحديث الملائم للبيانات والاتصال البسيط والمرونة في النظام وضعت أساسًا تقنيًا جيدًا لتطوير منصات التعلم عبر الإنترنت من أجل حل مشاكل مثل نقص المواد التعليمية وأبرزت مزايا التعلم الفردي بل تغلبت أيضًا على أوجه القصور في التعلم الوجاهي التعاوني بحيث يركز هذا النوع من التعلم على الاحتياجات الفردية للطلاب، ما ساعد على ظهور بعض منصات الدورات التدريبية وأنظمة إدارة الدورات التدريبية عبر الإنترنت بحيث توفر نظامًا غنيًا بالموارد للمناهج الدراسية وهياكل معلومات متنوعة، مما يوفر منصة تعليمية تفاعلية عبر الإنترنت مع تجربة مستخدم جيدة.

التعليم الإلكتروني أم الوجاهي؟

لا تعني فكرة الاعتماد على التعليم الإلكتروني إلغاء التعليم الوجاهي أو الاعتماد على واحدٍ منهم على حساب الآخر، إنما هي عملية تكاملية لا انفصال فيها بحيث أن التعليم الإلكتروني قادر بشكل قوي على تثبيت مفاهيم علمية وزيادة المعرفة الرياضية التي ينبغي على الرياضين فهمها ومعرفتها كما يمكنهم اكتساب الطرق الصحيحة للتدريب والتطبيق العملي الذي يتم على أرض الواقع بطريقة ملموسة بهذه الطريقة نستطيع تحسين التجربة الرياضية بأكملها بحيث يتعلم اللاعبون الجوانب الأولية والمعرفية عبر الإنترنت وعلى سبيل المثال يمكن أن يساعد تعلم تقنيات معينة في المراوغة أو الحجب أو التحكم في الجسم في تطوير المهارات لإتقان اللعبة أو تعلم تقنية في كرة القدم لتقوية الركلات على الكرة مثلا وفيما بعد يصبح تنفيذ ما تم تعلمه إلكترونيا أسهل أثناء اللعب وعلى أرض الواقع، هكذا يحدث التكامل وبديهيا لا يمكن أن يسلب التعلم الإلكتروني العنصر البشري بل يعمل كأداة لربط نقاط وأطراف متعددة تعود لتلتقي وجاهيًا.

ما هي مميزات التعليم الإلكتروني؟

  • توفير عدد كبير من المراجع

يتميز التعليم الإلكتروني بالعديد من المميزات، وأفضلها أنه يوفر لك عدد كبير من مقاطع الفيديو والدروس والمسابقات والمحتوى المتنوع وأنت في مكانك دون الحاجة للانتقال لمكان المعلومة سواءً كان مركز تدريبي، جامعة أو مدرسة.

  • توفير الوقت والجهد

 اللعب والتعلم عبر الإنترنت يوفران عليك الوقت والسفر والانتقال لمكان المعلومة إن كان بعيدًا عنك

  • التقدم بصورة أسرع وأفضل

التعلم عبر الإنترنت يساعد في التقدم إلى مستوى عال في الرياضة التي تمارسها  وهو نصف التعلم لأننا نستطيع من خلاله اكتساب اللياقة العقلية التي تؤهلنا لتحقيق اللياقة البدنية الأفضل وستلاحظ ذلك عندما يتعين عليك تطبيق ما تعلمته على أرض الواقع.

  • الوصول إلى الخبراء

القيود المكانية والمالية أي بعد المسافة وارتفاع التكاليف تعيق الفرصة أمام الكثيرين من الوصول إلى مدرب خبير يقدم تدريب متخصص واحترافي، وبالتالي تضطرهم للحصول على تدريبات مع رياضيين أصحاب معرفة عامة بالمنطقة التي تحيطهم، التعليم عبر الإنترنت يحل هذه المشكلة جذريًا ويوصلك بمتخصصين من أي مكان بالعالم  

  • الحصول على تدريب متخصص

يستطيع الرياضيون من خلال تلقي التدريبات المتخصصة أن يتقنوا الرياضة التي يمارسونها من خلال تلقي التدريب في النقاط المحددة والمتخصصة التي هم بحاجة لها  هذا الأمر يفتقده الرياضيون الشباب لعدم توجد إمكانية الوصول إلى محتوى التعلم المتخصص في وسائل التعليم التقليدي

  • التعلم بالسرعة التي تناسبك

في التدريب والتعليم التقليدي تكون عملية التعليم قائمة بوتيرة ثابتة وغالبا ما تكون سريعة هذا الأمر من الممكن أن يسبب الإحباط للرياضين الذي لا تناسبهم وتيرة التعليم السريع وتشعرهم بالفشل  ويمكن أن تعرقل فرصهم في النجاح على المدى الطويل وهذه المشكلة سببها الأساسي هو ظروف التعليم التقليدي المقتصرة على وقت ومكان محدد، لذك أدوات التعلم الإلكتروني تسمح لهؤلاء الرياضيين بالتعلم “بالسرعة التي تناسبهم” والتقدم “خطوة بخطوة” من خلال إتقان جميع الأساسيات الضرورية .

  • الفهم الصحيح قبل التطبيق

إن إشراك الرياضيين في التعلم من خلال منصات التعلم الإلكتروني يوفر الوقت على المدربين للتركيز على صقل المهارات الفردية بحيث أن الفهم القبلي لما سيتم تنفيذه، سيمنح المدرب مزيد من الوقت لتعليم التكتيكات والاستراتيجيات بالإضافة إلى تخصيص المزيد من الوقت لتكوين روابط الفريق

  • الرياضي يفهم نفسه أكثر

أفضل جزء في التعلم الافتراضي الرياضي هو أنه يلغي الحاجة إلى وجود خبير جسديًا ويمكّن الرياضي من المراقبة الذاتية والتركيز على الإحصائيات الشخصية والأهداف المحددة.

  • الطريقة الأفضل للمتخصصين

يساعد التعليم الإلكتروني المتخصصين لأنها بحاجة للتخصصية بحيث يركز البرنامج التدريبي على مواضيع محددة لا يستطيع شرحها إلا متخصصون فيها وبهذا يمكّن التعليم الإلكتروني المتخصصين الرياضيين من أن يصبحوا مدرسين أكثر تخصصًا بدل الاتجاه إلى العمومية في الشرح والتلعيم فمثلًا يمكنك العثور على كورس تغذية رياضية مع أخصائية تغذية رياضية بدل من طبيب عام يعتني باحتياجات مجموعة واسعة من الرياضات في موقعك.

الصعوبات والمعيقات للتعليم الالكتروني

  • التعلم الافتراضي مرهقًا لفهم التفاصيل الدقيقة أو الفروق الدقيقة في اللعبة”.
  • المشكلات الفنية مثل الاتصال بالإنترنت وانقطاع التيار الكهربائي هي بعض العوائق في التعلم.
  • الجزء المادي من اللعب له سحره وجوهره الذي من الواضح أنه لا يتم الشعور به على الإنترنت ويمكن أن يكون هذا مرهقًا عاطفيًا.
  • عدم وجود إنترنت مستقر والتباين الطفيف في سرعات الإنترنت يمكن أن يكون كارثيًا وهذه مشكلة كبيرة

يعد التدريب الرياضي عبر الإنترنت طريقة مريحة ومرنة ومناسبة ماديًا لكل رياضي، على الرغم من أن البعض لا يزال يفضل التفاعل البشري وجهاً لوجه والنهج المباشر والتوجيه الذي يمكن أن يقدمه المدرب وهي حجة لا تلغي ميزات التعليم الإلكتروني بل تقف كمزايا تكميلية ومهمة، كل ما نحن بحاجته اليوم هو تغيير أفكارنا ومحاولاتنا لتبني هذا التغيير كأي تغيير أخذناه تجاه تغييرات جذرية كالصراف الآلي أو الأجهزة الذكية وغيرها الكثير، أبدأ التغيير وخوص تجربة التعليم الإلكتروني للعلوم الرياضية من أي مكان في العالم، وذلك من خلال التحاقك بواحدة من برامج مركز برشلونة للابتكار المتنوعة في جميع مجالات العلوم الرياضية والتي نقدمها لأول مرة في الوطن العربي وباللغة العربية.

Champions Global
Logo
Compare items
  • Total (0)
Compare
0
Shopping cart