أينما تحل النساء تضعن لمسة وردية فارقة، وفي عالم الرياضة لمعت المرأة العربية وحققت إنجازات متنوعة حتى ولو اعتبرت هذه المشاركة متأخرة لأسباب منها ما هو متعلق بالمجتمع والعادات والتقاليد، إلا أنها اليوم حاضرة بقوة ليس فقط في رياضات كانت في يوما ما حكرا على الرجال إنما تتصدر اليوم مناصب إدارية مهمة وتقف في وجه الصعاب والصورة النمطية وتسطر سطور لامعة في عالم الرياضة العربية والعالمية، وعلى عكس الفكرة المعتقدة فإن النساء يقدمن أداء رياضيًا أصيلًا واحترافيًا، ويتميزن بالانتماء الكبير للفريق والعمل الجاد والفعال إضافة إلى تقديمها تضحياتٍ كبيرة والتزامها بشكلٍ عظيم للمطلوب منها، وفي هذا المقال نتعرف على سبعة من ألمع النساء العربيات في عالم الرياضات تقديرًا لكل الجهود النسائية في هذا العالم الذي يليق بإبداعها.
- منال رستم
تجاوزت القوة النسائية الرياضية الحدود وحطمت الصعاب والمعوقات وبدأت تغير الصورة النمطية المأخوذة عنها، ومن أفضل الأمثلة في هذا المقام الناشطة والرياضية المصرية منال رستم التي كبرت في الكويت و التي تملك سلسلة من الإنجازات الأولى والحصرية في العالم باسمها، بما في ذلك كونها أول مصرية أكملت خمسة من أصل ستة سباقات ماراثون عالمية، وصعدت أيضًا بعض أعلى القمم في العالم من مونت بلانك إلى جبل كليمنجارو، إضافة إلى أنها اضطرت للتعامل مع التمييز بسبب قرارها ارتداء الحجاب وهو ما دفعها إلى إنشاء مجتمع يسمى “Surviving Hijab” ومن هذه المسؤولية التي أخذتها رستم على عاتقها وجهت تساؤلات للعلامات التجارية الرياضية الكبرى بصناعة ألبسة مناسبة للمرأة المحجبة وكانت الاستجابة من علامة Nike التي أطلقت ملابس رياضية مناسبة للمرأة المحجبة، وفيما بعد ما أصبحت منال سفيرة رسمية لشركة نايك وتم تعيينها مدربة تابعة لهذه العلامة، واليوم تعتبر تعتبر منال رستم واحدة من ألمع وأكثر الرياضيين تأثيراً في العالم العربي، وقد انضمت إلى علامة Nike في حملتها الجديدة You Can’t Stop Sport، تستمر منال في محاولاتها تغيير تلك الصورة وقالت في مقابلة لها أنها منحازة بعض الشيء لأنها ناضلت دائمًا من أجل وجود المسلمات المحجبات في الرياضة لمجرد هدم الصورة السلبية للمرأة المسلمة في جميع أنحاء العالم كونها كسولة للغاية أو مملة أو غير لطيفة
- هداية وهبة
لاعبة التايكوندو المصرية في المنتخب المصري هداية ملاك وهبة، هي أول لاعبة عربية وإفريقية تتأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو والذي فازت فيه بالميدالية البرونزية وسبق هذا الحدث وتبعه العديد من المشاركات و الإنجازات المحلية والعالمية وكان أخرها في 2021 أولمبياد طوكيو الذي حصدت فيه هداية برونزية أخرى، وكانت هداية قد بدأت تمارس هذه الرياضة في عمر العشر سنوات و استطاعت فيما بعد أن ترفع العلم المصري واسم بلادها عاليًا في العديد من المحافل العربية والدولية وقد رُشحت ملاك للعديد من الترشيحات منها قائمة مجلة سيدتي لأبرز 50 سيدة عربية لعام 2014، كما رشحها موقع كايروستوديوم لقائمة أفضل رياضيين عام 2014، وباستفتاءٍ جماهيري عام 2015 أعلنت مجلة MASTKD فوز فريق السيدات المصري وأبرزهن هداية ملاك بلقب الأفضل في العالم لعام 2015 إضافة إلى مواقفها الإنسانية وبصمتها الرياضية المصرية المميزة.
- مرام البتيري
لم تبدع النساء فقط كلاعبات في عالم الرياضة بل لعبن دور بالغ الأهمية في المناصب الإدارية و واحدة من أهم الأمثلة النسائية في هذا المجال هي مرام بنت عادل البتيري المديرة التنفيذية لنادي شعلة الشرقية (Eastern Flames FC) أول نادٍ نسائي لكرة القدم في المملكة العربية السعودية وتأسس في 2006،وقد مثلت الاتحاد السعودي في المؤتمر الثاني لتطوير كرة القدم النسائية في ماليزيا، وشاركت في تحكيم مسابقة (كورة ثون) السنوية في الرياض، وتم اختيارها لتمثيل المملكة في برنامج المدربات الزائرات لأميركا، كما فازت بجائزة أفضل مدرب في دوري الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لكرة قدم الصالات في البحرين، وقد البتيري في تطوير أدائها لتنافس في بطولات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، واستمرت بتطوير نفسها ومهاراتها بعد طرق وبعدة دورات تدريبية محلية ودولية، وهي اليوم مدربة كرة قدم حاصلة على رخصة “سي” معتمدة من الاتحاد الأسيوي ودورة تدريب كرة قدم نسائية معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ومحكمة معتمدة من الاتحاد السعودي لكرة القدم.
- زهرة لاري
المرأة العربية أثبتت مرارًا وفي مجالات عديدة أنها قادة على التحدي وأن الحجاب لا يعيق طريق تقدمها، ومن الرياضيات اللاتي أثبتن ذلك زهرة لاري وهي متزلجة إماراتية على الجليد، زهرة أول متزلج على الجليد من الإمارات العربية المتحدة تنافس دوليًا وهي بطلة وطنية إماراتية خمس مرات، وأول متزلجة على الجليد تتنافس بالحجاب، وهذا جعلها مصدر إلهام لكل من النساء العربيات والمسلمات في جميع أنحاء العالم، تملك العديد من الإنجازات وهي أول متزلجة على الجليد في الإمارات تشارك في تصفيات الشتاء العام الماضي قادت مهمة الإمارات لتصبح أول دولة عربية تنضم إلى الاتحاد الدولي للتزلج. إلى جانب تدريبها الصارم، زهرة هي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لنادي الإمارات للتزلج ، وهو أول نادٍ للتزلج على الجليد في الدولة، وهي ناشطة مكرسة لصحة ورفاهية المجتمع الإماراتي والمرأة بشكل عام. زهرة مسجلة ومعتمدة في السجلات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة لإنجازاتها في خدمة المجتمع والدولة.
- حبيبة الغريبي
قدمت النساء أداء ذهبي وحصدت ميداليات ذهبية، حبيبة الغريبي هي عداءة مسافات متوسطة وطويلة تونسية متخصصة في سباق 3000 متر حواجز. فازت بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 ، ومنحت بلادها أول ميدالية أولمبية لها من قبل امرأة. وهي أيضًا صاحبة الرقم القياسي التونسي في هذا الحدث ، بعد أن ركضت 9: 05.36 في ميموريال فان دام في بروكسل في سبتمبر 2015، وشاركت حبيبة في بطولة العالم لألعاب القوى عدة مرات لكنها حققت نجاحًا أكبر على المضمار ، حيث فازت بالميدالية الفضية في بطولة أفريقيا لألعاب القوى 2006 وبرونزية في 1500 متر في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2009، مثلت تونس في أولمبياد بكين 2008، حيث احتلت المركز الثالث عشر في أول سباق حواجز أولمبي نسائي على الإطلاق. في ألعاب الذكرى السنوية لمولر 2016 ، فازت بسباق 3000 متر حواجز سيدات. وحازت على جائزة أفضل رياضية لعام 2009 من قبل جريدة الصحافة اليومية العربية.
