كيف يحقق التماسك الرياضي أداء أعلى للفرق ؟

إن الرياضات الجماعية تتطلب دائمًا العمل على توحيد أعضاء الفريق والعمل بروح الجماعة، وإن تحقيق التماسك بين أعضاء الفريق مهمة تتطلب الكثير من الجهود المبذولة من المدرب والأعضاء، والمميز بالتماسك الرياضي أنه يعود بالنفع الإيجابي على أداء الفريق، بحيث أنه يخلق دائرة تكاملية عجيبة فتماسك الفريق يؤدي إلى تحسين أدائهم وتحفيزهم وتحسين الأداء يعني تحقيق الإنجاز وتأدية المهام المطلوبة من كل فرد وهذا بدوره يحسن الرضا الشخصي لكل لاعب على حدى، واجتماع كل هؤلاء اللاعبين بديهيا يشكل فريق يشعر كل فرد فيه بقيمته الذاتية، أي أننا نكون فريق جيد ومتماسك يستمر بالتحسن والإنجاز.

ما هو التماسك الرياضي؟

تماسك الفريق هو أحد مصطلحات علم الاجتماع الرياضي وهو “عملية ديناميكية تنعكس في ميل المجموعة للتكاتف والاتحاد معًا والبقاء موحدين في السعي وراء الأهداف والغايات المرجوة ” وبالمعنى الأبسط فإن تماسك الفريق هو تجسيد فعلي وحقيقي لعبارة “لا يوجد أنا في الفريق”، وهو مقياس أساسي لتقييم جودة الفريق الرياضي، والتماسك في الأساس هو مدى جودة عمل الفريق معًا وهي ضرورية لنجاح الفريق الرياضي، وتتشكل عن طريق العمل على اتباع الاستراتيجيات الأنسب لتحفيز الرياضيين بشكل فردي وبشكل جماعي و هو ما يحقق النجاح المطلوب، أيضًا أهم ما يحقق التماسك في الرياضة رؤية الأفراد لفريقهم والهدف المطلوب منهم تحقيقه، فنجاح الفرق الكبرى في كرة القدم يعتمد على مدى جودة أداء الرياضيين الفرديين وكذلك مدى نجاح الفريق في العمل معًا.

ما هي مجالات التماسك الرياضي؟

هناك مجالان رئيسيان لتماسك الفريق في الرياضة، الأول هو تماسك المهام والثاني فهو التماسك الاجتماعي، أما تماسك المهام فهو مستوى وحدة الفريق عند أداء مهمة وهي التي نستطيع قياسها عندما يشارك المدرب مع فريقه هدفًا محددًا مع المعايير اللازمة لنجاحه، على سبيل المثال، العمل الجماعي وإنجاز المهام في الرياضات مثل العمل معًا للفوز ببطولة ما، أما التماسك الاجتماعي فهو مدى تفاعل الفريق معا بشكل جيد وتحديدا مستوى وحدة الفريق في الجوانب الاجتماعية (مثل الدعم الاجتماعي والصداقات خارج الرياضة)،  من الممكن القول بأن كلا الجانبين يعملان بشكل مستقل عن الآخر ومن المهم للمدربين الرياضيين أن يدركوا هذا  الاختلاف، فمثلا الفريق الذي يفوز بالألقاب يعتبر فريق لديه تماسك جيد في المهام لكن مع ذلك ممكن أن لا يشعر كل أفراد الفريق بالحب تجاه بعضهم البعض ومن الممكن أنهم يقعون دائمًا بجدالات تؤدي لتماسك اجتماعي منخفض لديهم، ومن الممكن جدًا أن يكون الفريق الذي لديه تماسك في المهام ناجحًا، لكن أنتَ كمدرب هل ترغب في قيادة فريق غير متحاب وغير متفاهم؟ لا أحد يرغب بذلك والنتيجة بالتأكيد هنا أنه ينبغي عليك العمل دائما على كلا الجانبين.

كيف يتم تحقيق التماسك؟

التنظيم أولًا ، بحيث أن عملية التنظيم بين أعضاء الفريق وأن يكون لكل رياضي دور رئيسي في أداء الفريق فإن هذا يؤثر على تماسك المجموعة، بحيث يميل أعضاء المجموعات المتماسكة إلى بذل المزيد من الجهد لإنجاز مهامهم، ووفقًا للدراسات الحديثة فإن التماسك القوي يسرع من الجهد الفردي والمثابرة للوصول إلى أهداف الفريق ، وبالتالي تحدث عملية اتحاد في تنفيذ الإجراءات الجماعية في فترات مختلفة من الموسم ، وهذا يؤثر على نسب الفوز والخسارة، وتصنيف الفرق على أنها ناجحة أو غير ناجحة ، محترفة أو شبه محترفة، ويلعب التماسك دورًا واضحًا في أداء الفرق التي تلعب في الدوريات المختلفة مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات والآثار التي يمكن أن ترتبط بتماسك المجموعة مثل الفعالية الجماعية والقيادة، و بشكل عام هناك علاقة إيجابية وقوية بين التماسك والأداء.

هل يؤثر التماسك على الأداء؟

وجدت معظم الدراسات ذات الصلة بشأن هذه الموضوعات علاقة إيجابية ذات قيم عالية بين الفعالية الجماعية والأداء، و بالنظر إلى درجة تماسك وفعالية الرياضيين وفقًا لاعتبارات مثل اللاعبون ذوي فترات اللعب الأطول، أو اللاعبون في فرق ذات تصنيف أعلى،  أو اللاعبون ذوو الأداء الأفضل، وجدوا أن الرياضيين الذين لديهم وقت لعب طويل حققوا نتائج وإحصاءات فردية أفضل ويعني ذلك أنهم اعتبروا أكثر فاعلية وشعروا بمزيد من المشاركة في تحقيق تماسك جماعي عالٍ للمساهمة في أداء الفريق بشكل أفضل، إضافة إلى أن الرياضيين الذين لديهم وقت أطول للعب كانوا أكثر انخراطًا في المنافسة وكان لديهم تماسك أكبر في الفريق، كما أن جودة أداء لاعبو الفرق في أعلى مستوى في التصنيف النهائي كانت عالية بسبب تصوراتهم الممتازة عن التماسك والفعالية الجماعية ، وكان ينظر إليهم على أنهم أكثر فاعلية من قبل أقرانهم وزملائهم في الفريق و من قبل المدربين أيضًا.

كيف يمكن تحسين تماسك الفريق؟

تقع مهمة تطوير وتحسين تماسك الفريق على المدرب الخاص بهم بالتعاون مع المدير المسؤول وبمساعدة واستجابة أعضاء الفريق و للبدء بجعل الفريق يعمل بشكل جيد مع بعضه البعض على المدرب أن يتبع تلك التوصيات:

  • يجب أن يتم تحديد الأهداف بوضوح للفريق لكي يتمكن من تحقيقها. على سبيل المثال، على فريقك أن يحقق عدد 10 أهداف حتى نصف الموسم أو أن لا يتلقى أكثر من 20 هدفًا في الموسم.
  • تحديد الأهداف لكل فرد في فريقك، وذلك لضمان شعور جميع أعضاء المجموعة بالتقدير، ويمكن أن تفعل ذلك من خلال مقابلة كل الفريق أولاً لتحديد أهداف الفريق. هذا يحسن الدافع الداخلي للفريق والأفراد داخل الفريق.
  • تقديم ملاحظات للاعبين وكذلك للفريق ككل، ينبغي أن تسأل بانتظام عن آراء لاعبيك وتستمع إلى أي اقتراحات منهم، هذا سيجعلهم يشعرون بالتقدير مرة أخرى، واحرص دائمًا على توجيه أي نقد لأي لاعب على انفراد.
  • إنشاء البيئة المناسبة أمر أساسي، تطوير البيئة الداعمة الصحيحة هو المفتاح لخلق ثقافة النجاح. سواء كان ذلك لتحديد توقعاتك أثناء التدريب أو احتراف الرياضيين خارج ملعب التدريب. يجب أن يكون جميع المدربين موجودين من أجل لاعبيهم وأن يكونوا قادرين على تقديم الدعم عند الحاجة.

Champions Global
Logo
Compare items
  • Total (0)
Compare
0
Shopping cart