علم الأعصاب لديه القدرة على تغيير اللعبة

يولد الإنسان موهوبًا لكن إن لم تصقل الموهبة تضيع، وإن لاعبين مثل ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو عملوا بجد ودربوا عقولهم آلاف الساعات من التدريب، وشحذوا مهاراتهم العقلية إلى الحد الذي يمكنهم فيه تسجيل الأهداف بأعينهم مغلقة، وإبهار العالم في كل هدف يدخلونه، تلك المواهب والقدرات فتحت أعين المدربين الرائدين على إمكانات الدماغ غير المستغلة، فبدأوا يطبقون أدوات وتقنيات تدريبية جديدة تعتمد على علم الأعصاب إضافة لعلم النفس تلك العلوم الرياضية مجتمعة  لديها القدرة الفعلية على إحداث الفارق الأكبر.

علم الأعصاب وعلاقته بالرياضة

لقد أدرك المدربون والرياضيون منذ عقود أن اللعبة الرياضية هي لعبة ذهنية، وكان الجانب العقلي للرياضة قائمًا على علم النفس فقط ولم يشمل علم الدماغ لعقود مضت، لكن بدأ ذلك يتغير بشكل واضح حيث تقدم العديد من الدراسات الحاسمة دليلًا على وجود علاقة سببية بين تنشيط الدماغ والأداء السلوكي أو قدرات تعلم المهارات الحركية، وإن التدريب المنتظم قادر أيضًا على إحداث تغييرات على مستوى الدماغ الهيكلي إضافة إلى أن التكيفات الهيكلية والخاصة بالرياضة تتجلى في مناطق الدماغ التي تعتبر ضرورية للمعالجة العصبية لتلك المهارات الرياضة، هذه النتائج مجتمعةً هي دليلًا جديدًا على أن الخبرة الحركية قادرة على تعديل معالجة الدماغ والتشكل في سياق رياضي، علاوة على ذلك ، تشير النتائج إلى أن عقل الرياضي يبدو أنه يعمل بشكل أكثر كفاءة مقارنة بالرياضيين أصحاب المستوى الأدنى أو الأشخاص غير الرياضيين.

كيف يعمل الجهاز العصبي؟

يمكن للجهاز العصبي المركزي أن يخلق حركات عالية القوة والمهارة عند الرياضيين، لكنه لن يفعل ذلك إلا إذا اعتبر أن الحركة غير خطيرة وآمنة، لأن الدماغ عندما يشعر بالضرر أو عندما تحدث إصابة بالجسم فإنه سيقلل من تنظيم القوة للعضلة، وإن أهم الأشياء التي توقف التوصيل السريع للطاقة للعضلات هي عدم الاستقرار وعدم وجود تقلصات شديدة في التدريب أو ضعف عقلية التدريب والتكيف ولتحقيق الاستفادة القصوى من جهازك العصبي تأكد من أن التدريبات التي تؤديها تلائم تماما احتياجات حركتك، وقم بمزيد من التدريبات الانعكاسية عالية السرعة، وقم بتدريب عقلك الباطن لتصبح أكثر قوة ولا تستهن بالخطوة الأخيرة لأن هذا يشكل جوهر قوتك وهذه التدريبات مهمة بأهمية التدريب الجسدي.

كيف تقوي جهازك العصبي؟

قوة جهازك العصبي كرياضي تتمثل في القدرة على تأدية الحركات المعقدة بانسيابية تلك القوة الخاصة بالتنسيق بين العضلات ويعني ذلك قدرة العضلات على الانقباض في تناغم دقيق لإنشاء نمط الحركة المطلوب، وكلما كانت الحركة أكثر تعقيدًا فيما يتعلق بالمفاصل والعضلات المستخدمة وأنماط الانقباض الحالية والسرعة المشمولة كلما كان التنسيق بين العضلات أكثر تحديدًا لأداء المهام على مستوى عالٍ، وإن جسدك يعبر لك عن عدم الاستقرار من خلال مناطق محددة منه والمناطق الشائعة لعدم الاستقرار هي العمود الفقري والقدمين (خاصة للعديد من الرياضيين الذين يمارسون الكثير من رفع الأثقال)، عدم استقرار العمود الفقري يسبب الإضرار بحركات مثل الرفع، كما أن عدم استقرار القدمين سيؤذي القفز والركض السريع.

هل يمكن أن تصبح أقوى؟

تعلم المزيد من المهارات يتطلب منك المزيد من الجهد، لأن عدم زيادة الانقباضات العضلية الشديدة يؤدي إلى صعوبة “تعلم” كيفية إنتاج قوى هائلة، وإن الطريقة الأفضل لتصبح سريعًا وقويًا هي ممارسة تلك الحركات التي ترغب في أن تكون أفضل فيها وتمارسها بقدرة تصل إلى أقصى حد، من خلال القيام بالكثير من التكييف الزائد، والذي يتميز بقوة أقل وحركات طاقة أقل ، ستجد صعوبة في تكوين القوة عندما تحتاجها حقًا، فإذا كنت تتطلع إلى رفع أوزان ثقيلة فيجب أن تعرض نفسك في وقت ما إما لأحمال ثقيلة جدًا أو سريعة جدًا ، ويفضل مزيجًا من الاثنين، وعندما يتعلق الأمر بحركات معينة ، مثل تعلم الركض بشكل أسرع ، فمن المهم حقًا أن تتدرب بأقصى سرعة بشكل متكرر، وأن تفعل ذلك بطريقة تجبر الجسم على ابتكار نمط دماغ جديد.

كيف يستفيد الرياضيون من تقنيات علم الأعصاب؟

تتيح تقنيات الأداء العصبي وأدوات تصوير الدماغ المتقدمة في القرن الحادي والعشرين إعادة تشكيل الدماغ وإعادة توصيله بطرق مستهدفة لأول مرة في تاريخ البشرية، لكن يبقى السؤال الجوهري هو كيف يمكن للرياضيين والمدربين دمج علوم الدماغ المتطورة في روتينهم اليومي بطريقة عملية؟ تكمن الإجابة كاملة في علم الأعصاب التطبيقي و هو مصطلح حديث يهدف إلى ترجمة أحدث النتائج من علم الدماغ إلى تدخلات تساعد في تحسين أداء الإنسان، ويعتبر مجال علم الأعصاب التطبيقي والتشغيلي الحديث سبب جوهري في اتجاه العديد من نخبة الرياضيين والمدربين في العالم اليوم إلى علم الأعصاب، حيث أصبحت تدرك الفرق الرياضية والرياضيون والمدربون الذين شهدوا قوة تغيير الدماغ لعلم الأعصاب التطبيقي أنها تؤدي إلى تحسينات عميقة ونتائج مذهلة، ويعتبر الارتجاع العصبي (الارتجاع البيولوجي لـ EEG) أحد أفضل الأساليب المتقدمة لعلم الأعصاب التطبيقي وهو غير جراحي مطلقًا، ويتضمن تصميم تمارين الدماغ لمساعدة الأشخاص على تعلم تنظيم عواطفهم والتحكم في انتباههم وتركيزهم بطرق يمكن أن تؤدي إلى تحسين الأداء الرياضي، وتحسين الحالة العاطفية لتصبح أكثر إيجابية وبالتالي تنعكس تلك الفائدة على المجال الرياضي بأكمله.

تقنيات التصوير العصبي وفوائدها في عالم الرياضة

إن التشخيص العصبي قد يساعد في زيادة مستويات الأداء لدى الرياضيين وهو إطار لتحسين الأداء لدى الرياضيين باستخدام أدوات التشخيص العصبي، حيث يعد تشخيص السمات الوظيفية أو الهيكلية للدماغ وعلاقته بالأداء في الرياضة خطوة مهمة نحو تحسين الأداء لدى الرياضيين وقد يساعد توصيف التغييرات الدماغية الناتجة عن التدريب في توجيه عمليات التدريب وتحسين نتائج التدريب، أخيرًا قد يساعد تحفيز الدماغ المستهدف على تحسين الأداء عن طريق تعديل مناطق الدماغ التي تُظهر المرونة العصبية الناتجة عن التدريب، ومن المعقول أن نفترض أن الفهم الأفضل لوظائف الدماغ أو التكيفات في بنية الدماغ قد يساعد في تحسين المهارات والأداء في سياق متعلق بالرياضة، هذا الفهم لا يساعد فقط في التوصيف الأفضل لعقل الرياضي وفي توقع نجاح التدريب فقط، بل يساعد أيضا استخدام تقنيات تصوير الدماغ في تشخيص وتحديد الخبرة والمواهب الحركية في مختلف مجالات الرياضة.

تكنولوجيا التدريب المعرفي

يتطلب الأداء الرياضي ثروة من الوظائف المعرفية مثل الانتباه الشديد والذكاء باتخاذ القرار، والذاكرة القادرة على العمل بالمستوى الأمثل في بيئات الضغط والإجهاد العالي، التدريب المعرفي هو طريقة مدروسة بعناية لتعزيز المهارات المعرفية من خلال التدريبات المتكررة والموجهة، Neurotracker يقدم أحد أهم أدوات تدريب الدماغ الأكثر مصداقية في العالم والتي يثق بها نخبة من الرياضيين لزيادة أداء الدماغ، The Helix هي لعبة فيديو تدريبية تستخدم شاشة عملاقة تنحني 180 أو 270 درجة حول اللاعب المشارك. تقوم ستة أجهزة عرض بإلقاء صور مختلفة على الشاشة، مما يدفع اللاعب إلى الاستجابة بأسرع ما يمكن لسيناريوهات تختبر قدراتهم المعرفية، هذا التدريب الذي يستخدمه فريق هوفنهايم والذي طوره بسبب أنه لم يكن قديما طريقة لقياس الوظائف التنفيذية للاعب كرة القدم ومدى سرعة تفاعلهم مع محفزات معينة، فاعتقد هوفنهايم أنه يمكن توسيع نطاق مثل هذا التحليل ليشمل مناطق أخرى وبدأ بالعمل بشكل فعلي، بعد أن أظهرت بعض الاختبارات الأساسية أن قياس تلك الوظائف ممكنًا، شرعوا في تخصيص نموذج أولي من شأنه أن يعكس سيناريوهات المطابقة في الوقت الفعلي التي قد يواجهها اللاعبون، ومن خلال العمل جنبًا إلى جنب مع راعي النادي SAP ، شركة البرمجيات متعددة الجنسيات ، طور هوفنهايم Helix ، أول آلة من نوعها في العالم ، تم تصميمها خصيصًا لتدريب العمليات المعرفية للرياضيين.

Champions Global
Logo
Compare items
  • Total (0)
Compare
0
Shopping cart