كرة القدم لها علاقة بكل شيء

هل تتساءل عن تفاصيل الكرة و أسباب اختلاف أساليب اللعب؟ كيف يتميز كل فريق عن الآخر, هل تؤثر البيئة ودرجات الحرارة على طريقة اللعب ام تؤثر ديمقراطية الدولة أو ديكتاتوريها أم للعامل الديني يد في الاختلاف! ، تساؤلات ومحددات كثيرة تثير انتباه المنتمين إلى هذه اللعبة، والحقيقة أن كرة القدم غريبة بتفاصيلها ومثيرة للانتباه والرغبة بالتحليل ومعرفة الأسباب، لكن يمكننا الوصول لإجابات منطقية اليوم، وقد تساءل قبلنا كثيرون و وجدوا بعض الاجابات والانعكاسات المثيرة للانتباه، وهي نتائج تدفعك لإكمال هذا المقال.

المربع عبارة عن مساحات

إن كرة القدم انعكاس للمجتمع وجزء لا يتجزأ من ما يمر به، لا انفصال عنها وعن الظروف والبيئة التي تمر بها بلاد اللاعبين، وعامل الجغرافيا في “الحالة الهولندية ” كان عامل مؤثر في طريقة اللعب التي نشأت في هولندا وهو اسلوب الكرة الشاملة total football-  – التي تعتمد على فكرة أن المعلب هو عبارة عن مساحة خضراء مقسمة إلى مربعات وكل لاعب مسؤول عن مربعه، هذا الأسلوب انعكاس لحالة عيش سكان هولندا في بلد فيها سواحل مهددة بالغرق فالإنسان الهولندي الذي يعيش هناك كان دائمًا يعيش في هوس المساحة الضيقة، ويفكر في كيفية تقسيمها والاستفادة منها وهذا الهوس بشكل غير واعي انعكس على أسلوب لعبهم وهو أسلوب الكرة الشاملة، التي تتلخص فكرتها في المساحات وكيفية السيطرة عليها وتوسيعها في حالة استحواذ الفريق على الكرة، أما في حالة فقدانها فيصبح محور اللعب للفريق هو كيفية تضيّق المساحة على الفريق المنافس لتصبح مهمة احتفاظ المنافس بالكرة مهمة غاية في الصعوبة.

أنا أولًا

كرة القدم هي أسلوب اجتماعي يعبر عن الناس وظروفهم، وهي تجلي لحالة يعيشها الأفراد في مجتمعاتهم، وإن الظروف الصعبة التي كانت في البرازيل من فقر وازدحام في فترة ما انعكس جليًا على أسلوب اللعب في مباراتيهم ، تلك الظروف التي كانوا يعيشونها خلقت لديهم حالة من الانشغال بالذات والانشغال بكيفية تحصيل كل فرد بما يريده والخلاص بنفسه فقط، انعكست بطريقة ما على طريقة لعبهم التي اتسمت بالفردية والمراوغة وسعي الفرد بطريقة مخادعة وفردية لإحراز الهدف ولا بد أننا رأينا ذلك بوضوح عند  اللاعبين البرازيليين  أمثال نيمار، رونالدينيو، و روبينيو.

اللعب من أجل الفوز لا المتعة

الكاتيناتشو من أسلوب حياة إلى أسلوب لعب، عاش الايطاليون حالة من الخوف في ظل فترة موسوليني و الفاشية واستمرت هذه الحالة من الخوف والتحفظ بعد الحرب العالمية الثانية وانعكست هذه الحالة على أسلوب لعبهم حيث كانوا يلعبون بأسلوب الضعاف الذي يتعين عليهم حماية خط الدفاع لعدم إحراز أي هدف، فهذا التكتيك يعتمد على تضيق المساحات بين لاعبي خط الدفاع والوسط بحيث لا يبقى أي  فراغ ليتحرك فيه الخصم في مكان تواجد الكرة في الملعب، و التركيز على حرمان هجوم الخصم من التقدم نحو منطقة الدفاع ليبقى بعيدًا عن منطقة التسديد المباشر إلى المرمى، فكانت المباراة المثالية هي التي تنتهي ب نتيجة (0-0)، و وصَف عالم الاجتماع أنطونيو نيغري اسلوب الكاتيناتشو  قائلًا: «الأفراد ضعفاء وعليهم الدفاع عن أنفسهم للبقاء، أسلوب اللعب هذا يتماهى مع المهاجرين من إيطاليا، الجائعين الذين يتمتعون بغريزة البقاء».

لا مزيد من التمريرات

تكتيك الكرات الطويلة، والذي يعتمد على تقليل التمريرات “الباس” لتسريع عملية إيصال الكرة إلى خط الجزاء، عن طريق تحريك الكرة لمسافة طويلة في الملعب بركلة تتجاوز خط الوسط، وذلك في محاولة للحصول على الكرة من خط الدفاع وخلق سباق بالقدم بين المهاجم والمدافع لينتهي به الأمر بإيجاد طريقة لإحراز الهدف، في هذا الأسلوب من اللعب لا يكن الهدف تقديم كرة قدم ممتعة، بل تحقيق الفوز، هذا التكتيك الذي لعب فيه الإنجليز بقوة متجاوزين ضعف قدرتهم على التمرير ومواجهة مشكلة انقطاع الكرة لديهم هو انعكاسٌ لطبيعة بلادهم التي اتسمت بأنها دولة صناعية منتجة تهتم بشكل أساسي بالكفاءة والنتيجة النهائية، وتسعى دائمًا لإيجاد الحلول السريعة والمنطقية، فتحولت فرق اللاعبين ايضًا إلى فرق منتجة وتستطيع تحقيق الأهداف وايجاد الحلول السريعة.

لا يوجد شيء لنخسره

بعد الحرب الأهلية الإسبانية وحالة العداء التي قامت لكل ما هو كتالوني، وبعد الصراع الطويل ودفع الكتالون ثمن المقاومة والنضال الشعبي بدءًا من العقاب على التكلم باللغة الكتالونية وصولًا للقضاء على الأرواح، أصبحت كرة القدم بالنسبة لبرشلونة اكتر من مجرد لعبة، أنتَ تتوقع الآن أن نتحدث عن أن النادي اخذ طابع اللعب المتحفظ واعتبر نفسه الطرف الضعيف ولعب بخطط الكاتيناتشو، لكن المفاجأة أن العكس قد حدث، إن حالة توالي الخسارات التي عاشتها المدينة ولدت حالة من عدم الاكتراث بخسارة المزيد وانعكس ذلك على أسلوب اللعب في برشلونة بعد عام (1971( حيث اتبعوا أسلوب الكرة الشاملة – total football- بالأداء الهجومي، وخطة مصيدة التسلل –offside- في الدفاع و اتسمت هذه  التكتيكات  بروح الشجاعة وأخذ المخاطرة ففي هذه الخطة لو لم يقع المهاجم الخصم بمصيدة التسلل وتجاوز المدافعين فهو حقق هدف، وهنا تكمن جراءة هذه الأساليب في اللعب والتي انعكست من روح اللاعبين، فلا يوجد المزيد ليخسروه.

اهتم بما يحيط باللاعب

ذكرنا الكثير من الأمثلة لانعكاس الظروف على طريقة اللعب والأداء لفريق كامل، ولو أردنا التحدث عن لاعب لوحده، فقصة ليونيل ميسي مع منتخب بلاده الأرجنتين أفضل مثال على مدى تأثير الضغط والعامل النفسي على أداء اللاعب حتى لو كان “باحتراف ميسي”، لـ28 عام عاش ليو بحالة من التأنيب والضغط من قبل الصحافة والجمهور لعدم تحقيقه البطولات مع الأرجنتين رغم تحقيقه ذلك مع برشلونة، إذا رجعنا لتاريخ ميسي مع برشلونة فنجد أن انتقاله بسن صغير إلى النادي ساعد باندماجه وقلل من استيعابه للضغوطات الواقعة عليه كلاعب، إضافة إلى علاقته المميزة برونالدينو الذي خفف عنه الضغط، فحين كان يلعب معه في بداياته كان رونالدينيو هو قائد الفريق فلعب ميسي بعامل نفسي أقوى وحقق أهداف مميزة، على النقيض بداية ميسي مع الأرجنتين المنتخب الذي يعتبر الكرة إثبات للهوية والوجود، والذي يعتبر به اللاعب هو البطل المخلص لأسباب عديدة، وهذا ما حدث مع ميسي على طول المواسم حيث اعتبره الأرجنتينيون البطل المخلص بعد ماردونا والنجم الذي سيحقق البطولات ويثبت هويته وانتماؤه بذلك لبلاده، فتحقيق البطولة في الأرجنتين لميسي ليس نصر كروي فقط بل إثبات لأنه أرجنتيني وبالتالي هنا اصبح عامل الأرض والجمهور لليونيل عنصر ضغط بدل من التشجيع.

امتلك مفاتيح القوة النفسية

 إن الاهتمام بالجانب النفسي للاعب يحقق لك نقطة قوة ومحل عظيم لكسب الفرص بالانتصار وتحقيق الآمال والأهداف المرجوة، فهمك للعامل النفسي هو سر خلاصك لذا عليك معرفة الأدوات النفسية الرياضية لإدارة الأداء, و التعرف على مراحل الإعداد للتدريب والمنافسة من منظور نفسي، ومعرفة مفاتيح علم النفس في التدريب والمنافسة للرياضات عالية الأداء.

Champions Global
Logo
Compare items
  • Total (0)
Compare
0
Shopping cart