كيف غيرت البيانات ملامح عالم الرياضة ؟

إذا القيت نظرة سريعة على حاضر عالم الرياضة ثم رجعت في مخيلتك إلى ماضيه ستلمس الفرق العجيب الذي أحدثته التكنولوجيا، وستجد أن أفضل ما قدمته لهذا العالم هي قدرات تحليل البيانات العالية التي غيرت ملامح الرياضة بشكلٍ ليس له مثيل، قد يبدو لك أن علم البيانات والرياضة لا يرتبطان لكن الحقيقة أنهما يسيران في نفس الخط اليوم، إن عملية تحليل الأداء الرياضي التي تحدث نتيجة لوجود تقنيات متطورة ساعدت كل من ينتمي لهذا القطاع، و المؤكد أن كل رياضة في العالم اليوم تستخدم التكنولوجيا لتطويرها ونقل مستواها.

من يستفيد من تحليل البيانات ؟

قد تنظر إلى علم البيانات على أنه يستخدم في عالم الرياضة فقط لإشعال مساحات المنافسة بين نجوم اللعبة، وهذه معلومة صحيحة لكنها غير كاملة فهذه البيانات تلعب دور مهم في تحسين جودة اللعبة والحفاظ على سلامة اللاعبين وتوفير تجربة أفضل للمعجبين، الحقيقة أن تحليلات البيانات غيرت اللعبة وجعلتها أكثر حيوية ومساعدة لمديري الفرق والمدربين واللاعبين ومكنتهم من التحضير الجيد الذي يضمن استعدادهم للفوز ويقدم تجربة أفضل للمعجبين.

 كيف يستفيد اللاعبون من البيانات؟

لا ينظر اليوم إلى موهبة اللاعب فقط بل لقدرته البدنية وأدائه الرياضي العالي، البيانات التي أصبحت متوفرة اليوم مكنت اللاعبون من تتبع الأداء الرياضي و العمل على تحسين أدائهم، يتابع اللاعبون إحصاءاتهم ويحللون طريقة لعبهم في المباريات والمواسم السابقة فيتم قياس البيانات المتعلقة بالتغذية وساعات التدريب وأداء اللعبة وبالتالي معرفة معلومات حول مدى سرعة تشغيل اللاعب أو مقدار الوزن الذي يرفعه أو مقدار البروتين الذي تناوله خلال اليوم، من خلال تتبع هذه البيانات ومقارنتها بما شعروا به في يوم المباراة أو كيفية أدائهم ، وبالتالي يقوم اللاعبين بإجراء تغييرات على نظامهم التدريبي أو نظامهم الغذائي للتحسن في رياضتهم، عندما يركز جميع اللاعبين على تحليلات الأداء الخاصة بهم يصبح بإمكانهم  نقل أدائهم لمستوى الأداء العالي، وبالتالي توقع أدائهم في المواسم القادمة وضمان عدم كونهم أحد الفرق الرياضية الأكثر إحباطًا والأقل تقديمًا في الدوري.

كيف تستفيد العلامات التجارية من البيانات ؟

إن المنشئات والعلامات التجارية الرياضية والأندية يستخلصون أفضل الأفكار والفرص الذكية من  خلال البيانات التي يمتلكونها، عملية تحليل البيانات هي المساعد الأول لتحسين اتخاذهم للقرارات ، وبالتالي القرارات السليمة تمكن من التخطيط بشكل أفضل والابتكار بشكل أسرع، تتسع فائدة استخدام البيانات لتشمل ملعب التدريب و الجلسات التدريبية بحيث يصبح المدرب أكثر فهمًا لكيفية تأثير التعب على أداء اللاعب وعلى عملية التمرين، وبعد التمرين تستمر فائدة عملية تحليل المعلومات في تحديد أفضل تكتيك للعب أو أفضل تشكيلة للفوز أو خطة يمكن الإكمال بها في موقف معين، وبهذا تملك المنشأة الرياضية طرق تحسين كل جانب من جوانبها وتطويره بدءً من التخطيط لكل عملية تتم فيها وصولًا إلى معجبيهم الذين يقدمون لهم تجربة أفضل.

كيف تستفيد الفرق الرياضية من البيانات ؟

إن الفرق المحترفة تأخذ التحليلات الرياضية على محمل الجد وتجمع أكبر قدر ممكن من البيانات لضمان تمتعها بميزة تنافسية، ومن أهم البيانات التي تهتم بتحليلها الفرق قبل خوض المباراة هي إحصائيات الفريق المعارض وما يتعلق به من التكوينات الشائعة وأنواع التسجيل و الانتصارات والخسائر الأخيرة وكيف ساهم أداء اللاعب الفردي في هذه الألعاب، إضافة إلى أحوال الطقس في يوم اللعبة وخبرات اللاعبين في هذه الظروف، بما في ذلك عدد الألعاب التي يجب أن يفوزوا بها للوصول إلى التصفيات أو تجاوز الأرقام القياسية السابقة، تعمل الفرق الرياضية المحترفة بجد لجمع البيانات ذات الصلة للتحضير للألعاب ويتم جمع هذه البيانات والحصول عليها  بعدة طرق بهدف تحسين مراكزهم.

كيف تساعد البيانات في اختيار لاعب جديد؟

إن مهمة ضم لاعب جديد لأي فريق رياضي مهمة للغاية لأن اللاعب الجيد يشكل نقطة قوة للفريق عند الاختيار، وهنا الموهبة مهمة لكن لا تكفي وحدها بل تلعب الاعتبارات الأخرى دورًا عندما يتعلق الأمر بالأداء الرياضي، هذه المهمة اليوم بوجود تكنولوجيا  تحليل البيانات الرياضية أصبحت أكثر دقة وسهولة ، بحيث تستخدم أدوات تحليل البيانات لضم اللاعبين المناسبين لثقافة فريقهم، وهنا تكمن مهمة محلل البيانات في تحليل اللاعب والاستكشاف وتوظيفه بالمكان المناسب وتتطلب منه درجة أعلى من المعرفة الفنية بحيث يركز بشدة على جمع وتحليل وتصور البيانات والذكاء من مصادر وقواعد بيانات داخلية وخارجية واسعة.

كيف طورت البيانات المدربين ؟

البيانات والإحصاءات هي مفتاح لفهم التأثير المحتمل لكل لاعب في حالة ويوم معين، والتقنيات الحديثة تحسب كل خطوة وتمريرة وتسديدة للفرق وتخرج بيانات أولية تسمح للمدربين والمحللين بمعرفة قدرات اللاعبين المختلفة والفردية وصقل مهاراتهم وتطوير المسرحيات التي تكمل نقاط قوتهم، معروف أن البيانات كانت موجودة في الماضي ولكن الفارق اليوم هو وجود أدوات تتيح لنا الرؤية بشكل أكثر شمولية والتعمق في التحليلات أكثر، على سبيل المثال خدمة  Power BI–Business data analytics من مايكروسوفت مكنت مدربي رياضة الطائرة أو السلة من معرفة البيانات المتعلقة بالمتغيرات مثل سرعة اللاعب في الملعب مع الفريق وتحديد ما إذا كان الرامي يقوم بالرمي بأفضل ما لديه ومعرفة قدرته على رمي الضربات مبكرًا مقابل التأخير في اللعبة، مدربو السباحة على سبيل المثال استطاعوا دمج تحليلات البيانات مع السباحة وأخذ بيانات الفيديو من ممارسات الرياضيين لمساعدة المدربين على النظر إلى حركات السباح بتفاصيل تصل لجزء من الثانية من خلال فريم الفيديو، أما لاعبي الجمباز فأصبح من الممكن تتبع دورانهم وقفزاتهم وتحليل الحركات الدقيقة للأمواج.

كيف أثرت البيانات على  المعجبون الرياضيون

عالم الرياضة محاط بقاعدة جماهيرية واسعة تأثرت بتطور تكنولوجيا تحليل البيانات فمن خلال التعرف على تحليلات البيانات يمكن لفرق إدارة المنشئات الرياضية اكتشاف كيف ومتى يحتمل أن يحضر المشجعون الأحداث أو يشترون المنتجات الرياضية و تحليل أنماط الوسائل الاجتماعية والحضور ومبيعات البضائع لفهم أفضل لما يريده المستهلكون من اللعبة، وبالتالي يصبح واضحًا لهم المعجبين والمهتمين ويبدأ العمل على توفير وسائل الراحة لإرضائهم وكسب ولائهم وتطوير استراتيجيات التسويق والحملات الإعلانية التي تستهدف هؤلاء المعجبين، وبالتالي توفير الأموال التي كانت تستهدف المستهلكين غير المهتمين برياضتهم، اهتمام وحب المعجبين شكل اهتمام لدى اللاعبين بالتواصل معهم رقميًا.

أداة مميزة لتحليل الأداء الرياضي Watson ، وهو محرك تحليلات طورته شركة IBM ، لمساعدة الفرق الرياضية في  تحسين تكتيكاتهم في الملعب بالإضافة إلى نظم التدريب الخاصة بهم، يستوعب محرك التحليلات لقطات الفيديو التي تم التقاطها أثناء المباريات وجلسات التدريب للكشف عن رؤى مثل ميول الخصوم التي يمكن استغلالها أو متى وكيف يؤثر التعب على تدريبات اللاعب كما يمكن استخدام الأداة أيضًا لتوجيه تطوير اللاعبين الأصغر سنًا الذين تفصلهم سنوات عن اللعب بشكل احترافي.

Champions Global
Logo
Compare items
  • Total (0)
Compare
0
Shopping cart