كيف يصنع المدرب تاريخه الكروي؟

المهمة الأصعب والأكثر متعة، هي أن تقود فريق رياضي كامل، وتدفعه لأداء يحقق الانتصار و يفتخر به مشجعي الفريق، وإن المدرب الأمثل هو من يضع على عاتقه تطوير الفريق كاملًا وليس الموهوب فيه، ليحقق انسجامًا كامًلا ويتحول فريقه إلى لاعب واحد على أرض الملعب.

قوة الفريق تكمن في قوة المدرب

لا تقتصر عملية التدريب الرياضي على الجانب التعليمي بل تشمل الجانب التربوي ولا تقف عند حدود التدريب البدني بل تشمل التدريب النفسي والعصبي والذهني وهذا ما يجب على المدربين التعلم والتركيز فيه لأنه هو ما يكسبهم ميزة التدريب الاحترافي، المدرب المحترف يبذل الكثير من الجهد في فهم من يدربهم ليستطيع معرفة ما يجب تدريبه وكيف يمكنه تدريبه لهم، وما هي الاستراتيجية الأنسب لذلك، لأن المدرب هو الأقرب لهم ولشخصيتهم، وإن هذا الفهم يؤدي لتحقيق الانتصارات العظيمة، لأنه يصبح بإمكانه تغيير مسار الرياضة للنادي أو اللاعب أو الفريق الذي يقوم بإعداده إذا تمكن من تدريبهم بالطريقة الصحيحة.

مدرب قوي نفسيًا

إن شخصية المدرب القوي والناجح تعتمد بشكل كبير على قوته النفسية، وتتمثل هذه القوة بشجاعته وقدرته على الاستمرارية والقدرة على تطبيق خططه واستراتيجياته حتى لو قابلته المشكلات، ولا يكفي أن يدير الخطط بل يمتلك القدرة على اتخاذ القرار المناسب بالأوقات الغير متوقعة، وإن هذه الخصائص القوية لنفسية المدرب هي من تصنع فريق قوي قادر على تنفيذ الخطط الذي يرسمها والتكتيكات الذي يجدها مناسبة ويطورها لتصبح أكثر ملائمة لفريقه.

ليس كل لاعب مدرب

لا يكفي أن تكون لاعب أو رياضي متفوق لتصبح مدرب، بل يلزمك الكثير من المؤهلات لتبدأ، أنتَ بحاجة للكفاءة الأكاديمية و النمو المهني لتكن متقن للتخصص وتكتسب حصيلة معرفية واسع ومتنوعة، ولتتمكن من صياغة أهدافك وتصنيفها وتحديد الطرق اللازمة لتنفيذها تلزمك مهارة كفاءة التخطيط، والخطة الجيدة تكتمل بمهارة التنفيذ الصحيح التي تمكنك من إثارة اهتمام الرياضيين بهذا التدريب و ربط موضوع الحصص بالبيئة وإشراك الرياضيين في عملية التدريب.

مدرب مدير و إنساني

المدرب الذكي يتمتع بذكاء علاقاتي وإنساني إلى جانب الإداري فعملية التدريب عملية طويلة وممتدة ومتعددة الجوانب، وإن المدرب الناجح يسعى لتأسيس فريق رياضي حازم ويعمل بروح الفريق وبالتالي تحتاج أن تدمج ما بين الشخصية الإدارية والشخصية الإنسانية، ولامتلاك هذا المزيج في شخصيتك يتعين عليك اكتساب كفاءات ضبط الصف التي تساعدك وتساعد  الرياضيين على التعامل بحكمة مع المشكلات التي تنشأ أثناء الحصص التدريبية، وأنتَ دائمًا بحاجة لعملية تقييم مدربيك وتحليل نتائج استراتيجياتك ومتابعة سير التقدم وهي ما يحققه لك اكتساب كفاءة التقويم وإلى جانب هذه الكفاءات تحتاج دائمًا لاكتساب كفاءة التواصل الإنساني لتكوين علاقات حسنة مع الرياضيين، وباقي الأفراد المحيطة من شركات، رعاة، علامات رياضية.

ما هو الأنسب لفريقك؟

إن فهمك لاستراتيجيات وأساليب النوادي الكبرى والمدربين الكبار تساعدك في فهم الأنسب للاعبيك وخصوصًا اطلاعك على النماذج النظرية الحديثة التي كونت نموذج الممارسة النظرية المعاصرة وشكلت عصر كرة القدم الحديثة، وإن أسلوب لعب مطور شامل وجديد يُمكِنك من خلق ثورة جديدة في عالمك الرياضي وقد تمتد هذه الثورة لتشمل العالم الرياضي كاملًا، والمهم لتحقيق ذلك هو أن تراقب لاعبيك لتستوعب قدراتهم وتطور الأسلوب الذي يجمع بين متعة اللعب واحترافية الأداء.

المدرب المتحرف يصنع التاريخ

أسلوب التدريب الناجح لا يحقق البطولات فقط، بل يصنع المجد للنادي كاملًا، والمثال الأشهر هو أسلوب التدريب الجديد في نادي برشلونة الذي  نقل النادي كاملًا إلى العصر الذهبي بدخول ” يوهان كرويف” إلى النادي، ووضعه استراتيجية لعب وأسلوب جديد، وهو “التِكي تاكا” أو الكرة الشاملة، إن أسلوب اللعب الجديد هذا أعاد النجاحات الكروية للنادي الكتالوني، فخلال هذه الفترة تمكن النادي من استقطاب مجموعة من اللاعبين المحترفين الذين استطاعوا إمتاع مشجعي النادي وتحقيق اعتزازهم بتشجيعه، وبدأت النجاحات حين تمكن البلوغرانا في هذه الفترة  من التتويج في الليغا أربع مرات متتالية بين عامي 1990 و1994، ولكن ذروة النجاحات كانت بحصد كأس أبطال أوروبا عام 1992، وتوالت النجاحات وتسطير البطولات إلى يومنا هذا.

سحر التيكي تاكا

تكمن الطاقة في الكرة، لذا عليك فقط أن تتعلم كيف تمررها وتتحكم بالمساحات التي أمامك، وتحرم خصمك من الكرة أطول وقت ممكن، تفعل ذلك عن طريق اللعب بتمريرات قصيرة وسريعة، بهذه الطريقة تمتع جمهورك وتحقق الفوز وتلعب بأسلوب التيكي تاكا، الأسلوب الذي لمع نجم بيب جوار ديولا من خلاله، أسلوب تكون فيه المساحة الخضراء للكرة حرة بين أقدام اللاعبين ، حيث تُكّون الكرة الخطوط بمروها يمينًا ويسارًا للأمام وللخلف  بتمريرات قصيرة وسريعة، وأخيرًا بذكاء ومراوغة عالية جدًا تخترق الكرة دفاع خصمك، وهنا تكمن المتعة ويكمن جمال التيكي تاكا.

المدرب المحترف يستطيع التطوير

معروف أن  يوهان كرويف هو الأب الروحي للنادي الكتالوني ولأسلوب الحديث “تيكي تاكا” من أوائل التسعينيات من القرن الماضي، ولكن النسخة التي حققت الانتصارات والمتعة من تيكي تاكا جاءت مع أسلوب لعب بيب غوار ديولا وهو يتكون من فكرة أساسية للغاية لتشكيل “مثلث من التمريرات” وسط الملعب، إلى جانب طريقة لعب المنتخب الإسباني الذي حصد كأس أمم أوروبا مرتين وكأس العالم مرة واحدة معتمدة كليا على أسلوب فريق برشلونة في اللعب، النادي الكتالوني حقق السداسية التاريخية واستمر بالنجاحات.

كيف أبدأ طريق الاحتراف ؟

لا شك أن هذا الأسلوب من اللعب يحتاج الكثير من التدريبات، ويحتاج الكثير من التركيز لأن أي تمريرة بلا هدف يعني ضياع فرصة فإما أن تمرر لهدف أو تمرر لمرمى خصمك، أيضًا فهم هذا الأسلوب من اللعب وكيفية تطبيقه والتطوير عليه يمكنك من فهم أسلوب اللعب المعاصر والذي يؤهلك لأن تصبح مدرب النجوم الرياضية.

Champions Global
Logo
Compare items
  • Total (0)
Compare
0
Shopping cart