سحر الأداء الرياضي

التدريب أكثر من مجرد حركات يؤديها اللاعبون، وإن جسد الإنسان مترابط بطريقة ساحرة، كلُ جزءٍ فيه يؤثر على الآخر بطريقة عجيبة، إذا استطعت فهم تلك الطريقة وذلك الترابط ستتملك سحر جسدك، تتمتع بما تملك، تنمي موهبتك، وتبدأ بالعمل بالطريقة الصحيحة على ما تحلم بالوصول إليه، إن جسدك لغز لا يشبه إي لغز في هذا العالم لأن حله يكمن فيه، إنه عقلك، السر الدفين وكل الإجابات المكنونة فيه، هل أصابك الفضول لمعرفة طريقة فهم اللغز؟ لنبدأ

ما سر الارتباط؟

إن الإنسان يمتلك موردًا أساسيًا في حياته وهو العقل، ويتميز بأنه عقلٌ عبقري ومتطور، قادر على التعامل مع التحديات بكفاءة عالية جدًا، والعقل –الدماغ المادي- مرتبط بشكل أساسي بالجهاز العصبي ومهامه وأدواره، وهذا التطور في الدماغ ميز الجهاز العصبي للإنسان، قد تكون على علم بالجهاز العصبي ودوره ومكوناته لأن غالبيتنا وبطريقةٍ ما عرفه معرفة علمية نظرية، وليس هذا ما نحتاج فقط، بل ما تحتاجه أنت كمدرب رياضي أو كرياضي هو المعرفة القابلة للتطبيق، والفهم العميق الذي يساعدك في تحسين التحكم بحركتك وتنظيم الأفعال وردود الأفعال بطريقة تجعلك تعي كيف يُقاد جسدك، وتفهم سحر الارتباط بين حركة جسدك وأجهزته وعقله.

الحلول تكمن في جسدك

الجهاز العصبي هو أحد أهم الأجهزة في جسم الإنسان وإن الوظيفة الأساسية الذي يؤديها هي استقبال المعلومات من أعضاء الحس المختلفة ثم إرسال إشارة كيميائية كهربية إلى أعضاء الجسم للتحكم بالأنشطة وردود الأفعال السريعة للجهاز العصبي، وكذلك يختص الجهاز العصبي بتنظيم العديد من وظائف الجسم الداخلية، مثل عمليات التنفس والهضم والنبض القلبي، فالجهاز العصبي مسؤول عن كل ما يقوم به الإنسان من حركات وأفكار وانفعالات وأحاسيس، وهنا يكمن سر الارتباط الذي سيساعدك كرياضي، إنَ فهمك لهذه العملية يحقق لك قدرة أعلى من توقعاتك بالتحكم بنفسك و بأدائك الحركي، وبأفعالك وردود أفعالك بطريقة تحقق النتائج المرجوة قبل و أثناء التدريب وفيما بعد وفي المواسم الرياضية، وعلى أرض الملعب.

عقلك سيد اللعبة

إنّ الجهاز العصبي يمتلك عدة سُبل تُسهِّل انتقال المعلومات والإحساسات من البيئة المحيطة بالإنسان إلى الدماغ الذي يقوم بإرسال أوامر وتعليمات لعضلات الجسم المختلفة، لتتجاوب مع تلك المعلومات، وتسلك هذه الأوامر سُبُلاً غير التي سلكتها المعلومات الواصلة للدماغ، وبهذا فإن البيئة المحيطة باللاعب والعقبات التي قد تواجهه والأحداث الغير متوقعة أثناء اللعبة، جميعها ستصبح نقاط قوة لدى لاعبيك، وتتحسن قابلية الترابط والتوافق الحركيّ وتقصير زمن ردّ الفعل لديهم،  في حال فهمت كيف يحدث ذلك وكيف أن الجهاز العصبي مرتبط، ستصبح أغلب التفاصيل لديك متوقعة، وسيصبح عقلك سيد اللعبة.

متعة الأداء الفني

قد يمتلك اللاعب الموهبة والمهارات الفنية اللازمة للعبة ممتعة وأداء احترافي ولكن لعمل ذلك هو دائمًا بحاجة إلى قدرة بدنية عالية لتقديم أداء مهاري مناسب، إن الرياضيون وبالذات لاعبي كرة القدم يبذلون مجهودًا بدنيًا كبيرًا لوجود تغيرات كثيرة في حجم ومستوى الجهد البدني الذي يبذله اللاعب خلال سير المباراة لأسباب عديدة منها اختلاف حالات ومواقف اللعب، مستوى الفريق المنافس، والخطط المفاجأة، كل هذا يُعرّض اللاعب لجهود بدنية مختلفة تزيد جهد اللاعب وتضعف قدرته البدنية وتعرضه لضغط على المستوى المهاري والخططي والنفسي، وهذا يضعنا أمام ضرورة فهم التأثير على وظائف الجسم وخصوصا الجهاز العصبي و متغيرات النقل العصبي الذي يعتبر فهمها وكيفية عملها مفتاح الحل الرئيسي لهذه المشكلات.

جهاز عصبي أكثر صحةً

للوصول لأداء حركي احترافي تحدثنا عن أهمية الجهاز العصبي، لكن لا يتوقف الأمر عند ذلك بل أن تحسن الأداء الرياضي لديك يؤثر على كفاءة الجهاز العصبي ويحسن من عمله وأداءه الوظيفي، إن القيام بأي حركة رياضية تُمكّن الجهاز العصبيّ من السيطرة والتحكّم في جميع المجموعات العضلية لإنتاج أعلى مستوى من القوة العضلية، ذلك ما يمكّن من تنسيق العمل بين المجموعات العضلية المختلفة والتحسين من التوافق بين عملية الجهاز العضلي والعصبي، والتحسين من تحقيق التوزان بينهما؛ ممّا ينتج عنه في النهاية تحقيق أداء عضلي متكامل.  إذًا أصبح الآن بإمكانك معرفة حل اللغز الذي بدأنا بالتعرف على طريقة حله، إن السر يكمن في جسد اللاعب وفي دماغه وجهازه العصبي، إذا فهمت كيف تسير الأمور فيه ستمتلك أداة التحكم للاعبيك ولنفسك، أنتَ اللغز وأنتَ كل الإجابات.