
الإنسان، استمر على هذه الأرض لأنه ببساطة استطاع أن يعيش مع الجماعة واستطاع تطوير الأساليب واللغة التي تمكنه من التعامل مع إنسان آخر يبعد عنه عدة كيلومترات أو ربما عدة قارات، شخص مختلف هو لا يعرفه ولا يتكلم لغته لكنه يتعايش مع فكرة وجوده لخدمة مصالحه واستمراريته، إننا في هذا العالم نمتلك العديد من الاختلافات الفارقة و لكن بطريقة عجيبة ومميزة يمكننا أن نبقى معًا ونندمج بطريقة تبدو للمشاهد أننا جميعًا عنصر واحد، الآن و نحن نتحدث عن فكرة الانتماء إلى فريق ومجموعة هل أعادة ذاكرتك الكروية مشهد لفريق على مساحة خضراء يتحرك بتألقٍ و اتحاد ملفت ؟
مهمة ديناميكية
إن مدرب الفرق الجماعية لديه مهمة ليست سهلة بالمطلق، فهو ضابط إيقاع الفريق، رسام التمريرات، التكتيك وأسلوب اللعب، هو القائد الذي بين يديه عدة لاعبين كل لاعب يمتلك قدرات مختلفة، أداء مختلف، وشخصية مختلفة لذلك عليه دمجهم للعمل معًا كخلية لأن الفوز لا يتحقق بالرياضات الجماعية بشكل مفرد بل إنها تعتمد على اجتماع اللاعبين حول هدف محدد والسعي لتحقيقه بالتخطيط و تخطي العقبات التي تعرقل الفوز، إن المدرب الرياضي للفريق لا يقع على عاتقه التدريب البدني بل توزيع المهام و تطوير روح الفريق لتحقيق منافسة ممتعة، ناجحة وأكثر ديناميكية إلى جانب الأساسيات التي تصنع تاريخه الكروي.
صناعة النخبة
ما يحدد أفضليتك كمدرب هو لمس وملاحظة تطوير مستوى لاعبيك إلى مستوى الاحتراف وصناعة النخبة، فالتدريب المناسب للفريق هو الذي تسعى من خلاله لمساعدة نجومك على تجنب الإصابات قدر الإمكان، تقوية مهاراتهم إلى الحد الأعلى، بناء القوة العضلية، تحقيق الجاهزية النفسية للعب مع الفريق بالكامل، والأهم تدريب الفريق كاملًا و تجنب التدريب الفردي لأنه بالنهاية لن يلعب كل واحد منهم بمفرده، وإن تدريب الفريق بالكامل يطور مستوى كل فرد فيه بطريقة ممتازة، والتدرب على الخطط المرسومة يمكنك من تقويتها، تجاوز العقبات فيها، فهم نقاط القوة لدى فريقك ونقاط الضعف في اللعب، وبالتالي فهم كل لاعب في فريقك ووضعه بمكانه المناسب مما يحسن أسلوب اللعب وتنفيذ التكتيك بالطريقة المُثلى.
الفريق الأكثر انسجامًا
درّب الفريق ليلعب كفريق ويربح كفريق، ويحمل اسمه، فعندما يتدرب الفريق معًا تتكون صداقة محببة بين الأفراد تعزز العمل الجماعي فيما بينهم وتحسن عملية الاتصال، فيصبح الفريق يمتلك قاموس من الحركات والكلمات بمعاني محددة يفهمهما كل أفراد الفريق الأمر الذي يسهل تنفيذ الخطط، و تحقيق القوة لكل فرد في الفريق لاكتشاف ذاته ونقاط قوته واستمداد الروح التنافسية والطاقة للعب من أفراد فريقه، كما أن تقارب الفريق يحقق تدريب ملتزم وأكثر حضورًا حيث يحفز اللاعبين بعضهم البعض لحضور الجلسات التدريبية في الوقت المحدد كل مرة، وبالتالي يصبح الفريق أكثر إنتاجية ومكافأة ومتعة، ببساطة أكثر فإن التدريب الجماعي يحقق سحر اللعب على مساحات المنافسة.
ماذا يطور المدربون؟
إلى جانب التدريب والتكييف النفسي الذي ذكرناه يسعى المدرب بشكل أساسي لتطوير لاعبيه وزيادة قوتهم العضلية وبرمجة السرعة والتكييف للرياضات الخاصة بهم والتركيز على التقنية، القوة، الطاقة، التضخم والوقاية من الإصابة، وكون الرياضات الجماعية مثل: (كرة القدم وكرة السلة والبيسبول والكرة الطائرة) تحظى باهتمام واسع فإن الجهد المطلوب من رياضيي هذه الألعاب أن ينتجوا بشكل متكرر إجراءات وجهود قصوى أو شبه قصوى مثل: (التسارع ، التغييرات في السرعة والاتجاه، القفزات والركلات)، تتخللها فترات نقاهة قصيرة (تتكون من الراحة أو الشدة المنخفضة إلى نشاط متوسط الشدة) ، على مدى فترة طويلة من الزمن.
جديد التدريبات الجماعية
يبذل الكثير من الجهد في تصميم برامج التدريب الخاصة بكل مدرب والذي يسعى من خلالها لتحسين القدرات البدنية للاعبيه، ومؤخرًا أدخلت بعض الرياضات الجماعية في خططها التدريب على المرتفعات بمحاولة لتعزيز الأداء البدني للرياضات الجماعية، وهو أسلوب تدريب يستخدمه الرياضيون بغرض تحسين أدائهم، من خلال القيام بدورات تدريبية تستمر لعدة أسابيع على علو شاهق. في العادة يجب أن يفوق العلو المثالي للعملية حدود الـ 2400 م فوق مستوى سطح البحر، لكن هناك القليل من الأدلة المنشورة التي تظهر تحسن أداء الرياضة الجماعية بعد التدريب على المرتفعات ، على الرغم من التكلفة الكبيرة التي ينطوي عليها ذلك في كثير من الأحيان لذا عليك التأكد من مدى فعاليته في فريقك وملائمته لجدولك التدريبي.
مهمة شاقة
إن تنوع التدريب واستمراريته يعملان على تحسين الاستجابة للتدريبات وزيادة فعاليتهم وبالتالي تكوين فريق أكثر قوة وقدرة على التعامل مع التحديات في فريقه، وهنا يقع المدرب الرياضي للفريق أمام تحديات فريدة بسبب تنوع أهداف التدريب، وحجم التدريب والممارسات المتزامنة، وموسم المنافسة الممتد وعليه فإنه بحاجة لأساسات عملية وعلوم تطبيقية للتمكن من مراعات هذه الاعتبارات و تصميم التدريب لمراحل مختلفة من الإعداد البدني للاعبي الفرق الرياضية.